مع اقتراب يوم السبت المقبل، 12 أبريل 2025، تتجه أنظار عشاق كرة القدم الإسبانية نحو ملعب بوتاركي في مدينة ليغانيس، حيث ستُقام مباراة مرتقبة بين ليغانيس وبرشلونة ضمن منافسات الجولة 31 من الدوري الإسباني "لا ليغا". هذه المواجهة ليست مجرد مباراة عادية، بل هي صدام بين فريق يقاتل من أجل البقاء في دوري الأضواء وآخر يسعى لتعزيز موقعه في صراع الصدارة. الجماهير على موعد مع مباراة تحمل الكثير من الإثارة والتحدي، حيث يتطلع كل فريق إلى تحقيق أهدافه في هذا الموسم المليء بالمنافسة.
فريق ليغانيس
ليغانيس، الفريق الصاعد حديثًا إلى الدوري الإسباني بعد غياب دام أربع سنوات، يخوض الموسم الحالي 2024-2025 بطموح البقاء ضمن الكبار. الفريق، الذي يقوده المدرب بورخا خيمينيز، يعاني من موقع صعب في جدول الترتيب، حيث يقبع في منطقة الخطر القريبة من الهبوط. مباراة برشلونة تمثل اختبارًا حقيقيًا لقدرات ليغانيس، خاصة أن الفوز قد يمنحه دفعة معنوية كبيرة ونقاط ثمينة في معركة البقاء. الفريق يعتمد على لاعبين مثل خوان كروز وداني رABA، اللذين يمتلكان القدرة على صنع الفارق في الهجمات المرتدة، إلى جانب حارس المرمى المخضرم خوان سوريانو الذي قد يكون خط الدفاع الأخير أمام هجوم برشلونة القوي.
فريق برشلونة
في المقابل، يدخل برشلونة هذه المباراة تحت قيادة المدرب الألماني هانسي فليك، الذي يعيش موسمه الأول مع الفريق الكتالوني. برشلونة، الذي يتصدر جدول الدوري حاليًا بفارق ضئيل عن غريمه التقليدي ريال مدريد، يسعى للحفاظ على زخمه بعد سلسلة من الانتصارات المثيرة هذا الموسم، بما في ذلك فوزه الكبير على ريال مدريد 4-0 في "الكلاسيكو". الفريق يعتمد على قوته الهجومية المدمرة بقيادة روبرت ليفاندوفسكي، الذي يتربع على صدارة هدافي الدوري، إلى جانب الشاب لامين يامال ورافينيا، اللذين يشكلان تهديدًا دائمًا لأي دفاع. كما أن خط الوسط، بقيادة بيدري وفرينكي دي يونغ، يمنح الفريق توازنًا مثاليًا بين الإبداع والصلابة.
تاريخا
من الناحية التاريخية، لم يلتقِ الفريقان كثيرًا بسبب فترات غياب ليغانيس عن الدرجة الأولى، لكن المواجهات السابقة تشير إلى تفوق واضح لبرشلونة. آخر لقاء بينهما في الدوري كان في يونيو 2020، حيث فاز برشلونة 2-0 على ملعب الكامب نو بأهداف من أنسو فاتي وليونيل ميسي. ليغانيس لم يحقق أي فوز رسمي على برشلونة في تاريخ مواجهاتهما بالدوري، مما يجعل المهمة صعبة للغاية أمام جماهيره على أرضه. ومع ذلك، كرة القدم لا تعترف دائمًا بالتاريخ، وقد تكون هذه المباراة فرصة لليغانيس لكتابة فصل جديد في قصته
التكتيك
التكتيكات ستكون عنصرًا حاسمًا في هذا اللقاء. ليغانيس قد يعتمد على خطة دفاعية محكمة مع التركيز على الهجمات المرتدة السريعة لاستغلال أي أخطاء من دفاع برشلونة، الذي أظهر بعض الثغرات هذا الموسم رغم قوته. من جهته، من المتوقع أن يلعب برشلونة بأسلوب هجومي مفتوح، مع الضغط العالي لاستعادة الكرة في مناطق متقدمة من الملعب. هانسي فليك، المعروف بأسلوبه الديناميكي، قد يدفع بتشكيلة قوية تضم أسماء مثل جول كوندي وإنيغو مارتينيز في الدفاع لحماية مرمى مارك أندريه تير شتيغن، مع إعطاء حرية أكبر للأجنحة لاختراق دفاع ليغانيس.
اجواء المباراة
الأجواء في ملعب بوتاركي ستكون مشحونة، حيث يتوقع أن يمتلئ الملعب، الذي يتسع لحوالي 12 ألف متفرج، بالجماهير المتحمسة لدعم فريقها أمام عملاق الكرة الإسبانية. الديربيات المحلية في إسبانيا دائمًا ما تحمل طابعًا خاصًا، لكن مواجهة فريق مثل برشلونة تضيف بُعدًا إضافيًا من الإثارة والضغط. الجماهير المحلية تدرك أن الفوز قد يكون بمثابة معجزة، لكنه ليس مستحيلًا، خاصة إذا استغل ليغانيس أي إرهاق قد يعاني منه برشلونة بعد مباراته الأوروبية ضد بوروسيا دورتموند يوم الأربعاء 9 أبريل في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا.
خارج الملعب، المباراة تحمل أهمية كبيرة لكلا الفريقين من الناحية النفسية والمعنوية. بالنسبة لليغانيس، النقاط الثلاث قد تكون بمثابة طوق نجاة في مشوار البقاء، بينما يرى برشلونة في الانتصار خطوة أخرى نحو حسم اللقب في مواجهة ريال مدريد وأتلتيكو مدريد. الشارع الإسباني، وخاصة في كتالونيا ومدريد، سيراقب هذا اللقاء عن كثب، لأن أي تعثر لبرشلونة قد يفتح الباب أمام منافسيه لتقليص الفارق.
الخاتمة
في النهاية، مباراة ليغانيس وبرشلونة يوم السبت المقبل ليست مجرد مواجهة رياضية، بل هي قصة صراع بين الحلم والواقع، بين الطموح والهيمنة. هل سيتمكن ليغانيس من تحقيق المفاجأة وإسعاد جماهيره؟ أم أن برشلونة سيواصل مسيرته نحو اللقب بكل قوة؟ الإجابة ستظهر على أرض الملعب، حيث الكرة لا تعرف سوى لغة الأداء والنتائج.
المباشر بعد قليل هنا في الاسفل