الهلال ضد الأهلي: نصف نهائي دوري أبطال آسيا للنخبة 2025
المباشر في الاسفل
في يوم الثلاثاء الموافق 29 أبريل 2025، تتجه أنظار عشاق كرة القدم الآسيوية نحو ملعب الإنماء (الجوهرة المشعة سابقًا) في جدة، حيث يلتقي الهلال السعودي مع الأهلي السعودي في مباراة ذهاب نصف نهائي دوري أبطال آسيا للنخبة لموسم 2024-2025. هذه المواجهة ليست مجرد مباراة عادية، بل هي "كلاسيكو" سعودي يجمع بين فريقين من أكبر أندية المملكة العربية السعودية، يحملان تاريخًا طويلًا من التنافس والإنجازات على المستوى المحلي والقاري. الهلال، حامل اللقب التاريخي للبطولة برصيد 4 ألقاب، يسعى للوصول إلى النهائي لتعزيز رقمه القياسي، بينما يطمح الأهلي لتحقيق إنجاز تاريخي بالوصول إلى المباراة النهائية للمرة الثالثة في تاريخه، بعد خسارته في نهائيي 1985 و2012. فمن سيضع قدمًا أولى نحو المباراة النهائية المقررة يوم 3 مايو 2025؟
تاريخ المواجهات: تنافس سعودي على المستوى القاري
المواجهات بين الهلال والأهلي ليست جديدة، سواء على المستوى المحلي أو القاري، فالفريقان يمتلكان تاريخًا طويلًا من الصدامات التي غالبًا ما تكون مليئة بالإثارة والأهداف. في إطار دوري أبطال آسيا تحديدًا، تعد هذه المباراة هي المواجهة الثانية بين الفريقين في الأدوار الإقصائية. المواجهة الأولى كانت في نسخة 2019، ضمن دور الـ16، حيث فاز الهلال بنتيجة 4-3 في مجموع المباراتين (4-2 ذهابًا في الرياض، و1-0 للأهلي إيابًا في جدة). هذا الانتصار أعطى الهلال دفعة معنوية كبيرة، حيث واصل مشواره ليحقق اللقب في تلك النسخة.
على المستوى العام، التقى الهلال والأهلي في 150 مباراة رسمية عبر مختلف البطولات حتى الآن. حقق الهلال الفوز في 66 مباراة، بينما فاز الأهلي في 41 مباراة، وانتهت 43 مباراة بالتعادل. سجل الهلال 217 هدفًا في شباك الأهلي، بينما سجل الأهلي 172 هدفًا في مرمى الهلال. آخر لقاء بين الفريقين قبل هذه المباراة كان في دوري روشن السعودي هذا الموسم، حيث فاز الأهلي بنتيجة 3-2 في مباراة مثيرة، مما يعزز من ثقة الفريق الأهلاوي قبل هذا الصدام القاري.
في إطار المواجهات السعودية في دوري أبطال آسيا، هذه هي المواجهة العاشرة بين فرق سعودية في البطولة، حيث سبق أن التقى أندية مثل الاتحاد والشباب (2009 و2014)، والهلال والنصر (2021)، والنصر والفيحاء (2024). تاريخيًا، كانت المواجهات السعودية في البطولة الآسيوية مليئة بالإثارة، وهذه المباراة لن تكون استثناءً، خاصة مع الطموحات الكبيرة لكلا الفريقين.
الهلال يمتلك سجلاً قويًا في دوري الأبطال، حيث وصل إلى نصف النهائي 10 مرات في تاريخه، وهو رقم قياسي في البطولة، بينما يسعى الأهلي للوصول إلى نصف النهائي للمرة الثانية فقط، بعد نسخة 2012 التي وصل فيها إلى النهائي قبل أن يخسر أمام أولسان هيونداي الكوري. هذا التباين في الخبرة قد يكون عاملاً مهماً في المباراة، لكن الأهلي أثبت هذا الموسم أنه قادر على تحقيق المفاجآت.
غيابات مؤثرة: تحديات أمام الفريقين
يدخل الهلال المباراة ببعض الغيابات التي قد تؤثر على خططه. المدرب جورجي جيسوس سيفتقد خدمات الظهير الأيمن سعود عبدالحميد بسبب إصابة في العضلة الخلفية تعرض لها خلال مباراة ربع النهائي ضد جوانجو الكوري الجنوبي، والتي انتهت بفوز الهلال 7-0. كما أن لاعب الوسط روبن نيفيز مشكوك في مشاركته بسبب إصابة طفيفة في الكاحل، مما قد يضطر جيسوس للاعتماد على محمد كنو كبديل في خط الوسط. على الجانب الإيجابي، عاد المهاجم ألكسندر ميتروفيتش إلى التشكيلة الأساسية بعد تعافيه من إصابة سابقة، مما يمنح الهلال قوة هجومية كبيرة.
في المقابل، يعاني الأهلي من غيابات لا تقل أهمية. المدرب ماتياس يايسله لن يتمكن من الاعتماد على المدافع عبدالباسط هندي بسبب إصابة في الركبة، إلى جانب غياب الظهير الأيسر سعد بالعبيد بسبب إصابة عضلية. كما أن لاعب الوسط محمد المجحد مشكوك في مشاركته بسبب إصابة طفيفة في الفخذ. ومع ذلك، عودة المدافع مريح ديميرال بعد تعافيه من إصابة طفيفة تُعد إضافة قوية لخط الدفاع الأهلاوي.
التشكيل الرسمي: قوة هجومية وصراع تكتيكي
أعلن جورجي جيسوس، مدرب الهلال، عن تشكيلته الرسمية للمباراة، معتمدًا على خطة 4-2-3-1 التي تُركز على السيطرة على وسط الملعب واللعب الهجومي السريع. التشكيل الرسمي للهلال يضم:
- حراسة المرمى: ياسين بونو
- الدفاع: ياسر الشهراني، خالد كوليبالي، علي البليهي، محمد البريك
- الوسط: محمد كنو، سيرجي ميلينكوفيتش-سافيتش
- الوسط الهجومي: مالكوم، سالم الدوسري، ميشايل ديلغادو
- الهجوم: ألكسندر ميتروفيتش
جيسوس يعتمد على سرعة سالم الدوسري ومالكوم في الأجنحة، بينما يشكل ميتروفيتش، الذي سجل 10 أهداف هذا الموسم في دوري الأبطال، تهديدًا كبيرًا في منطقة الجزاء. وجود سافيتش في الوسط يمنح الفريق القوة البدنية والقدرة على التحكم في إيقاع المباراة.
من جهته، أعلن ماتياس يايسله، مدرب الأهلي، عن تشكيلته الرسمية بخطة 4-3-3، مع التركيز على الضغط العالي واللعب الجماعي. التشكيل الرسمي للأهلي يشمل:
- حراسة المرمى: إدوارد ميندي
- الدفاع: بسام الحريجي، مريح ديميرال، روجر إيبانيز، علي مجرشي
- الوسط: فرانك كيسي، زياد الجهني، غابري فيغا
- الهجوم: رياض محرز، ويسلي تيكسيرا، إيفان توني
يايسله يعتمد على سرعة محرز وتوني في الهجوم، بينما يشكل فيغا مفتاح اللعب في صناعة الفرص. كيسي سيكون العنصر الأساسي في قطع الكرات ودعم الدفاع أمام هجوم الهلال القوي.
تساؤلات حول المباراة: من يقترب من النهائي؟
هذه المباراة تثير العديد من التساؤلات التي تشغل بال الجماهير والمحللين. أولًا، هل يستطيع الهلال استغلال خبرته الكبيرة في دوري الأبطال لتحقيق نتيجة إيجابية في الذهاب؟ الهلال لم يخسر في هذه النسخة من البطولة، حيث حقق 9 انتصارات من أصل 11 مباراة، وسجل 32 هدفًا، مما يعكس قوته الهجومية الهائلة.
ثانيًا، هل ينجح الأهلي في مواصلة مشواره المميز دون هزيمة؟ الفريق الأهلاوي لم يخسر أي مباراة في البطولة هذا الموسم، حيث حقق 10 انتصارات وتعادلًا واحدًا، وسجل 28 هدفًا، بقيادة رياض محرز الذي سجل 8 أهداف في النسخة الحالية.
ثالثًا، من سيكون نجم المباراة؟ هل يتألق ألكسندر ميتروفيتش، الذي يعيش موسمًا استثنائيًا مع الهلال، أم يكون رياض محرز هو الحاسم بمهاراته الفردية وتسديداته الدقيقة؟ أم أن لاعبًا مثل سالم الدوسري أو فرانك كيسي سيكون مفاجأة اللقاء؟
رابعًا، كيف سيتعامل الفريقان مع الغيابات؟ غياب سعود عبدالحميد قد يؤثر على التوازن الدفاعي للهلال على الجهة اليمنى، بينما غياب عبدالباسط هندي وسعد بالعبيد قد يضعف خط دفاع الأهلي أمام هجوم الهلال القوي.
خامسًا، ما تأثير الأجواء في ملعب الإنماء؟ المباراة ستقام بحضور جماهيري كبير، حيث من المتوقع أن يمتلئ الملعب بحوالي 60 ألف مشجع من كلا الفريقين، مما قد يشكل ضغطًا على اللاعبين، خاصة مع الأجواء الحماسية التي يتميز بها الكلاسيكو السعودي.
سادسًا، هل ستكون هذه المباراة بداية لعودة الأهلي إلى منصات التتويج القارية؟ الفريق الأهلاوي يطمح لتحقيق اللقب لأول مرة في تاريخه بنسخته الجديدة، وهذه المباراة قد تكون نقطة تحول إذا نجح في التأهل إلى النهائي.